شهدت العاصمة السورية دمشق فجر الأحد 8 دجنبر 2024 تطورات دراماتيكية، حيث أعلنت قوات المعارضة السورية دخولها العاصمة دون أي مقاومة تذكر من الجيش السوري. في الوقت نفسه، أفادت مصادر عسكرية وحقوقية بأن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق على متن طائرة في وجهة غير معلومة، مما يعكس انهياراً سريعاً للنظام السوري.
وفقا لمسؤولين عسكريين سوريين تحدثوا لوكالة “رويترز”، غادر الأسد العاصمة في وقت مبكر من الأحد، بينما أظهرت بيانات موقع "فلايت رادار" إقلاع طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية من مطار دمشق. الطائرة حلقت باتجاه الساحل السوري، معقل الطائفة العلوية، قبل أن تغير مسارها فجأة وتختفي عن أجهزة التتبع، مما يزيد من الغموض حول وجهتها النهائية.
وفي بيانٍ نشرته الفصائل السورية المعارضة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تم الإعلان عن دخول دمشق "مدينة حرة"، مع تأكيد المعارضة هروب "الطاغية بشار الأسد"، ودعوتها السوريين المهجّرين للعودة إلى بلادهم. وقالت المعارضة في بيان نشر على "تلغرام": "بعد خمسين عاماً من القهر تحت حكم البعث، و13 عاماً من الإجرام والتهجير، نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا".
من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري لـ"رويترز" أن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط رسمياً بسقوط النظام. في ذات السياق، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري. وقال الجلالي في كلمة بثها عبر "فيسبوك": "هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم. نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة للقيادة التي يختارها الشعب".
على صعيد آخر، شهدت دمشق احتفالات غير مسبوقة حيث خرج الآلاف إلى الساحات والشوارع الرئيسية يهتفون للحرية. كما سُمع إطلاق نار كثيف في مختلف أنحاء العاصمة. وفي تطور لافت، انسحبت القوات السورية من مواقع استراتيجية، مثل مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين، ما جعل العاصمة خالية من أي وجود أمني.
في تطور آخر، أعلنت قوات المعارضة سيطرتها على سجن صيدنايا العسكري، الذي كان يعد رمزاً للبطش والقمع، وحررت جميع المعتقلين السياسيين المحتجزين فيه. كما أكدت المعارضة سيطرتها على مدينة حمص الاستراتيجية بعد معارك دام يومًا واحدًا فقط، ما مهد الطريق لتقدمها السريع نحو دمشق.
في الريف جنوب غربي العاصمة، خرج السكان والمقاتلون السابقون للاحتفال بسقوط النظام، بينما شهدت حمص مشاهد فرح مشابهة مع هتافات مثل: "رحل الأسد، حمص حرة". واحتفل مقاتلو المعارضة بإطلاق أعيرة نارية في الهواء ومزقوا صور الأسد، في مشهد يعكس حالة الانهيار التام للنظام.
رغم الأجواء الاحتفالية، أبدت بعض الجهات المحلية قلقها من انتشار الفوضى، محذّرةً من مخاطر انفلات أمني نتيجة غياب السلطة المركزية وانتشار السلاح في مختلف أنحاء البلاد. المعارضة وصفت هذه اللحظة بأنها "تاريخية"، مشددة على أن سوريا دخلت الآن مرحلة جديدة، حاملةً معها آمالاً بنهاية حقبة طويلة من القمع والصراع.
مستجدات الوضع:
في تطورٍ آخر، هناك تقارير تفيد بأن العديد من القادة العسكريين السوريين السابقين بدأوا في الانشقاق عن النظام، وانضموا إلى صفوف المعارضة. هذا الانشقاق يساهم في تعزيز موقف المعارضة ويزيد من الضغط على القوى المتبقية الموالية للأسد.
أيضًا، من المتوقع أن يعقد المجتمع الدولي اجتماعات عاجلة لمناقشة الوضع في سوريا وإمكانية تقديم الدعم لإعادة بناء الدولة السورية في المرحلة القادمة.
هذا التطور يعكس تحولًا كبيرًا في الأحداث ويشير إلى مرحلة جديدة من الصراع السوري قد تؤدي إلى تشكيل نظام سياسي جديد يعكس رغبات الشعب السوري.
إرسال تعليق